"
next
مطالعه کتاب صلح الحديبيه
مشخصات کتاب


مورد علاقه:
0

دانلود کتاب


مشاهده صفحه کامل دانلود

صلح الحديبيه

اشارة

نوع: مقاله

پديدآور: نابلسي، عفيف

عنوان و شرح مسئوليت: صلح الحديبيه [منبع الكترونيكي] / عفيف النابلسي

الناشر :عفيف النابلسي

توصيف ظاهري: 1 متن الكترونيكي: بايگاني HTML؛ داده هاي الكترونيكي (17 بايگاني: 121.7KB)

موضوع: صلح حديبيه

بقلم عفيف النابلسي

اشاره

إن الدخول الجماعي في الإسلام الذي شهدته قبائل العرب المتاخمة لبلاد الشام بعد غزوة مؤتة لم يهز قريشاً وحلفاءها، ولم تفكر قريش بما قد تصير إليه الأحوال في قاصِ الجزيرة وأدناها، فظلت علي وهمها بأن المسلمين قد هزموا في موقعة مؤتة هزيمةً نكراء، وأنهم باتوا في حالة يرثي لها، أقلها الضعف والهوان وهذا ما أعادها الي مراجعة حساباتها وردّها إلي التفكير بحرب محمد(صلي الله عليه وآله)، ونبذ مواقفها السابقة معه، وهي المواقف التي أجبرت فيها بعد الحديبية علي التخلي عن السيطرة التي كانت لها. وقد أفقدتها تلك المواقف الهيبة التي كانت تتصف بها، وخسرت مكانتها الأولي بعد عمرة القضاء فما عليها إذن والحالة تلك إلا العمل لاستعادة تلك السيطرة كاملة، واسترداد الهيبة والمكانة اللتين كانتا لها غير منقوصتين، وهذا لن يكون إلا بمقاومة محمد(صلي الله عليه وآله) مقاومةً ضاريةً، والشروع في قتال من دخلوا معه بحكم عهد الحديبية [1] .

صلح الحديبية

كان صلح الحديبية بين رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقريش قد قضي أنّه مَن أحبَّ أن يدخلَ في عهد محمد وعقده فليدخل فيه، ومَن أَحب أن يدخل في عهد قريش وعقدهم فليدخل فيه. وكانت خزاعة قد دخلت في عهد محمد (صلي الله عليه وآله)، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكانت بين خزاعة وبني بكر ثاراتٌ قديمةٌ سكنت بعد صلح الحديبية، وانحاز كلٌّ من القبيلتين الي فريق المتصالحين، فلما كانت مؤتة _ وصل لقريش أن المسلمين قُضي عليهم _ خُيّل الي بني الدِّيل من بني بكر بن عبد مناة أن الفرصة سنحت لهم، ليصيبوا من خزاعة بثاراتهم القديمة، وحرّضهم علي ذلك جماعة من سادات قريش منهم عكرمة بن أبي جهل، وأمدوهم بالسلاح.

وقوع الحرب

وبينما خزاعة ذات ليلة علي ماء لهم يدعي الوتير إذ فاجأتهم بنو بكر فقتلوا منهم جماعة، ففرت خزاعة الي مكّة ولجأوا الي دار بُدَيْل بن ورقاء الخزاعي، وشكوا له نقض قريش، ونقض بني بكر عهدهم مع رسول الله(صلي الله عليه وآله)، وسارع عمرو بن سالم الخزاعي فغدا متوجهاً إلي المدينة حتي وقف بين يدي محمد(صلي الله عليه وآله) وهو جالس في المسجد فقال:لا هُمَّ إنّي ناشدٌ محمدا حلفَ أبينا وأبيك الاتلداإن قريشاً أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكّداهم بيتونا بالعراء هجّدا فقتلونا ركعاً وسُجّدافقال له النبيّ (صلي الله عليه وآله): نُصرت يا عمرو بن سالم!ثم خرج بُديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتي قدموا المدينة فأخبروا النبيّ(صلي الله عليه وآله) بما أصابهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، عند ذلك رأي النبيّ(صلي الله عليه وآله)أن ما قامت به قريش من نقض عهده لا مقابل له إلا فتح مكّة.وعاد وفد خزاعة فرحاً بما حظي

1 تا 44